في غمرة انشغال العالم طيلة عامين ونيف بجائحة فيروس كورونا المستجد، والتي لا زالت لم تتم السيطرة عليها تماما، ومع قرب دخول الحرب الروسية الأوكرانية شهرها الرابع، مخلفة أكبر أزمة دولية منذ الحرب العالمية الثانية، تحذر المنظمات الدولية وخاصة المعنية بحماية البيئة من خطر تراجع الاهتمام الدولي بظاهرة التغير المناخي، التي تهدد سلامة كوكب الأرض.
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرس، الخميس، من أن التغيير المناخي وفيروس كورونا والحروب وأبرزها الحرب في أوكرانيا، فاقمت أزمة الغذاء، وزادت من خطر المجاعة حول العالم.
من جانبها قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن محيطات العالم أصبحت في أعلى درجات حرارة وأعلى مستويات حمضية مسجلة منذ 26 ألف عام، بينما حذر مسؤولون من الأمم المتحدة من أن الحرب في أوكرانيا تهدد الالتزامات العالمية بمكافحة التغير المناخي.
ويرى خبراء بيئيون أن تصريحات غوتيرس تدق ناقوس الخطر من أن تضافر الأزمات البيئية والسياسية والاقتصادية والغذائية حول العالم، بات ينذر بشح الغذاء والطاقة وتفشي المجاعات في مختلف مناطق العالم.
وتعليقا على هذه التحذيرات الأممية، يقول الخبير البيئي والمناخي، وعضو الاتحاد العالمي لحفظ الطبيعة، أيمن قدوري، في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية": "شغلت جائحة كورونا العالم منذ نهاية عام 2019 لتعطل الحياة بشكل كامل على مدار عام قبل تطوير اللقاحات المضادة التي ساهمت في عودة الحياة تدريجيا أواخر عام 2021 ومطلع العام الحالي، ولتطغى الأزمة الأوكرانية على المشهد وتخطف الأضواء منذ بداية عام 2022، فالحرب الروسية الأوكرانية باتت الشغل الشاغل للعالم بدوله الكبرى ومنظماته الأممية، ولتتعثر تاليا عجلة الاقتصاد العالمي".
وأضاف قدوري: "العالم مقبل أيضا على زيادة في معدلات درجات الحرارة بمقدار 1.5 درجة الأمر الذي سيؤدي خلال 2022-2026 لتسجيل درجات حرارة أعلى من عام 2016، الذي سجل أكبر درجة حرارة على الكوكب منذ العصور الصناعية، وارتفاع في معدلات درجات الحرارة مصحوب بزيادة في انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون، السيناريو الذي يهدد بالدرجة الأساسية البحار والمحيطات"