وجه السفير الايراني في العراق ايرج مسدي، رسالة الى الشعب العراقي اجمع بمناسبة انتهاء مهامه، مؤكداً أن وداع العراق "أصعب من وصفه بكلمات".
وفيما يلي نص رسالة مسجدي:
"أيها الشعب العراقي العظيم، أيها الإخوة والأخوات المحترمون، أيها الشباب الأقوياء الأعزاء، يا رجال الدولة الكرام في بغداد وإقليم كردستان، أيها الوزراء والرؤساء المحترمون في الوزارات والدوائر الحكومية، أيها المراجع العظام الكرام، أيها العلماء الأعلام، يا رجال الدين الأعزاء، يا رؤساء العشائر النبلاء، يا قادة وقوات الحشد الشعبي البطل، يا قادة ورجال القوات المسلحة العراقية البواسل بما فيها قوات الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية وشرطة حماية السفارات والدبلوماسيين وشرطة إقليم كردستان والبيشمركة، يا قادة ومجاهدي المقاومة، يا أمناء العتبات المقدسة والأماكن المذهبية والثقافية الكرام وكافة العاملين النبلاء فيها، أيها الشخصيات الثقافية والسياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية الكريمة والمشفقة، يا رؤساء الأحزاب والكتل السياسية الموقرين، أيها الصحفيون والإعلاميون والمقدمون والمراسلون الأجلاء، ايها الزملاء الأحباء ويا كل عزيز تشرفت باللقاء والحوار معه خلال السنوات الخمس الماضية،
اليوم وأنا أعيش آخر أيام مهامي الدبلوماسية كسفير فوق العادة ومفوض للجمهورية الإسلامية الإيرانية في جمهورية العراق وأعدّ نفسي للرجوع إلى وطني، لا يسعني أيها الأعزاء إلا أن أتقدم – من باب الأدب والاحترام – بجزيل الشكر والتقدير لكل واحد منكم على مساعدتكم لي وتعاونكم معي خلال هذه الفترة. إن الوداع مع العراق، هذه الأرض المقدسة، أرض الأنبياء والأئمة الأطهار وأولياء الله عليهم السلام أصعب من أن تستطيع الكلمات وصفها. وأشكر الله سبحانه وتعالى على أنه وفقني خلال هذه الفترة بأن أكون خادماً صغيراً لكم أيها الأعزاء ولشعب إيران الإسلامية العظيم سواء كانوا مقيمين في العراق أو سافروا إلى العراق لزيارة العتبات المقدسة أو لغرض السياحة أو التجارة. كما أشكره على توفيقي بأداء واجبي المتمثل في تطوير وتعزيز كافة العلاقات الثنائية بين حكومتي وشعبي إيران والعراق العظيمين سائلاً إياه سبحانه وتعالى أن يتقبل هذه الجهود مني وأن تكون هذه الجهود موضع رضا الأئمة الأطهار عليهم السلام ليضمن هذا الأمر دنياي وآخرتي.
أيها السيدات والسادة الكرام، إن فترة تواجدي في العراق – حالها حال كافة فترات حياة كل إنسان – شهدت تقلبات كثيرة وأياماً سهلة وصعبة، وكانت من تلك الأيام الصعبة يوم استشهاد قائدي المقاومة العظيمين القائد الفريق الحاج قاسم سليماني والقائد أبومهدي المهندس وهو جرح لا يبرأ؛ ولكن امتزاج دماء هذين البطلين ورفاقهما خلقت أواصر عظيمة بين الشعبين الإيراني والعراقي نرى آثارها في ضوء ابتسامتهم إلى قيام صاحب العصر والزمان (عج)، فكان جهادهم نهاية لمظالم وجرائم الدواعش ورعاتهم المستكبرين والذين لم يهدفوا إلا للقضاء على كافة المكونات العراقية وتدمير هذه الدولة الثرية. وأؤمن كامل الإيمان بأن الضوء الساطع من المدرسة التي أسسها هذان الشهيدان الجليلان أدى إلى دفع كبير لثقافة المقاومة بحيث حوّلها إلى مقاومة عالمية. ويلزمني هنا أن أحيي كافة الشهداء الأجلاء الذين أمن العراق اليوم مدين لدمائهم الطاهرة وأسأل الله سبحانه وتعالى لعوائلهم وسائر ذويهم الصحة والعافية.
أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، إن عظمة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام تعتبر مظهراً فريداً لربط قلوب كافة الشيعة وأتباع الإمام والسائرين على دربه والمؤمنين بالمقاومة، ولن أنسى كرم الشعب العراقي وحسن ضيافته وإخلاصه ووفائه ولا سيما زعماء العشائر الكرام تجاه ملايين الزوار الإيرانيين وأشهد على ذلك. إننا شعب الإمام الحسين عليه السلام ونعتزّ ونفتخر بذلك. وكما قلت مراراً فإن حلمي الكبير هو تذليل كافة العقبات التي تعيق التنقل السهل والحرّ لرعايا البلدين بينهما، فإلغاء التأشيرات لحاملي الجوازات الإيرانية والعراقية في الرحلات الجوية المتبادلة لا يعتبر إلا الخطوة الأولى، أما هدفنا النهائي فهو إلغاء التأشيرات لرعايا البلدين بشكل كامل والربط السككي بينهما وإنشاء طريق سريع يمتد من مدينة النجف الأشرف وصولاً إلى مدينة مشهد المقدسة وأؤكد أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم ولن تدخر جهداً في مسار تحقيق هذه الأهداف.