السبب الثاني يكمن في غريزة الرئيس بايدن القائمة على "عدم التدخل عسكريا"، رغم أنه دعم العمل العسكري لبلاده خلال تسعينيات القرن الماضي للتعامل مع الصراع في البلقان، كما صوّت لصالح الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، ولكنه منذ ذاك التاريخ أصبح أكثر حرصا في استخدام القوة العسكرية الأمريكية.
السبب الثالث هو أن استطلاع للرأي، أجراه مركز AP-NORC، كشف أن 72 في المئة من الأمريكيين قالوا إن بلادهم يجب أن تلعب دورا "محدودا" في الصراع الروسي - الأوكراني، أو لا تتدخل مطلقا، حتى إن الأصوات المتشددة في الحزب الجمهوري، مثل السناتور تيد كروز، لا تريد من بايدن إرسال قوات أمريكية إلى أوكرانيا و "بدء حرب مع بوتين".
السبب الرابع، هو أن روسيا قوة نووية عظمى، ولديها مخزون ضخم من الرؤوس الحربية النووية، وينطوي الدخول في مواجهة مباشرة معها على مخاطر جسيمة للعالم كله، قد تؤدي إلى إشعال حرب عالمية.
"الأمر ليس وكأننا نتعامل مع منظمة إرهابية، نحن نتعامل مع واحد من أكبر الجيوش في العالم. هذا وضع صعب للغاية ويمكن أن تسوء الأمور بسرعة جنونية"، حسبما قال بايدن في وقت سابق من هذا الشهر، لشبكة "إن بي سي" الإخبارية.
أما السبب الخامس فهو المادة الخامسة من اتفاقية حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وهي مادة تلزم جميع الأعضاء بالدفاع عن بعضهم بعضا، وتنص بوضوح على أن أي هجوم يستهدف دولة من أعضاء الناتو هو هجوم على باقي الأعضاء، ولذلك ليس هناك ما يلزم أمريكا بالتدخل للدفاع عن أوكرانيا لأنها ليست عضوا في الناتو.