عناوین:

تقرير: حفلات المقام العراقي تعود من جديد.. جيل شبابي يشارك أيضاً

PM:02:03:25/02/2022

540 مشاهدة

ربما لم يعد شائعا في العراق منذ زمن ليس بقليل أن تشاهد حفلا لفن المقام يحضره شبان في مقتبل العمر، لكن حفلا أقامته مؤسسة المحطة لريادة الأعمال في بغداد كسر هذه الصورة النمطية المعتادة، حيث غصّت القاعة بشباب وفئات عمرية أخرى، قدموا للاستماع إلى وصلات المقام التي قدمها الفنان قيس الأعظمي برفقة فرقته "دار السلام".  

الأعظمي قدّم أغاني مختلفة من التراث الموسيقي العراقي، تنوعت بين أنماط بغدادية وموصلية، ومن المناطق الغربية والجنوب وإقليم كردستان العراق، وقد رقص الجمهور على نغمات وأغاني الدبكة العراقية التقليدية المسماة "الجوبي".  

بعض المشاركين قدموا من محافظات أخرى، مثل سجى عادل التي جاءت من كركوك لحضور الحفل، وتقول إنها بدأت الاهتمام بفن المقام خلال السنوات الأخيرة، بعدما لاحظت أن طريقة تقديمه "التقليدية" لم تعد جاذبة للشباب، وأنه بحاجة لتطوير حتى يلائم أذواقهم، على حد قولها.  

  

وتضيف إن الحفل الأخير الذي أحياه الأعظمي أعاد لها الثقة في هذا الفن، خاصة وأن معظم الحاضرين كانوا من الشباب الذين أصبحوا يبدون كثيرا من الاهتمام والمتابعة لأغانيه.  

  

أما سعد إبراهيم القادم من الموصل فقد لفت نظره حجم التنوع الموسيقي الذي يمكن أن يقدّم من خلال المقام، مما يؤهله ليكون "خزانة ضخمة وأرشيفا هائلا" لتاريخ الموسيقى العراقية، وفق تعبيره.  

  

محاولات إحياء المقام  

ورغم تراجعه السنوات الأخيرة وغيابه شبه الكامل عن وسائل الإعلام، فإن محاولات عدة جرت لإعادة المقام العراقي إلى الساحة الفنية، عبر أعمال متفرقة قام بها فنانون مقيمون داخل العراق وخارجه.  

  

ويقول الأعظمي إن المقام ازدهر كثيرا الفترة من عام 1920 مع نشأة الدولة العراقية الحديثة وحتى السبعينيات، حين ظهرت الأغنية الحديثة المعروفة بـ "السبعينية" وبدأت تؤثر على حضور هذا الفن التراثي واهتمام الناس به.  

  

ويضيف للجزيرة نت أن الإعلام العراقي أسهم في تراجع المقام وقتها، حين كان يقدم الفنانين الشباب بأناقتهم وألبستهم العصرية وأغانيهم الحديثة اللافتة للانتباه، مقابل بعض قارئي المقام غير مقبولي المظهر، أو ممن يترنمون بألفاظ وقصائد قديمة غير مفهومة للأجيال الشابة، مما بنى حواجز بين الشباب وهذا الفن العريق.