أشار تقرير صحفي، الثلاثاء، إلى أن الخلاف الذي يعطل اختيار رئيس للعراق يخفي في طياته منافسة شرسة بين حزبي الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني، على مكاسب أخرى عنوانها محافظة كركوك الغنية بالنفط.
بحسب التقرير الذي نشره موقع Middle East Eye البريطاني، ، فقد فشل مجلس النواب، بالعاصمة العراقية، امس الإثنين، في انتخاب رئيس جديد للعراق، فيما ينخرط الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة بافل طالباني، في منافسة محمومة على المنصب، الذي لا يمكن أن يتولاه إلا كردي.
صراع من نوع آخر
فيما كشف القادة السياسيون الأكراد للموقع البريطاني أنَّ السيطرة على مركز النفط الشمالي في كركوك هي الجائزة النهائية غير المُعلَن عنها التي يتنافس عليها الخصوم.
ومنذ عام 2005، تشهد اتفاقية لتقاسم السلطة تولي الاتحاد الوطني الكردستاني رئاسة العراق، وتولي الحزب الديمقراطي الكردستاني تعيين رئيس إقليم كردستان، وممارسة السلطة من مدينة أربيل، ولكن للمرة الثانية، يتجاهل الحزب الديمقراطي الكردستاني هذا التوافق، وبدأ في التنافس بجدية على الرئاسة الفيدرالية.
هذه المرة، تحالف الحزب الديمقراطي الكردستاني مع مقتدى الصدر، الرجل الشيعي المؤثر الذي خرجت حركته بفوز واضح في انتخابات أكتوبر/تشرين الأول 2021.
ويبدو الآن أنَّ الحزب الديمقراطي الكردستاني لديه فرصة جدية في انتزاع الرئاسة، بينما يبدو أنَّ موقف الاتحاد الوطني الكردستاني يزداد ضعفاً.
قادة سياسيون مقربون من بارزاني قالوا إن قيادة الحزب ليست مهتمة في الواقع بمنصب الرئيس الفيدرالي أكثر من أي شيء؛ بل هدفها الحقيقي هو استعادة السيطرة على منطقة كركوك المتنازع عليها.
فقد صرّح أحد كبار قادة الحزب الديمقراطي الكردستاني المقرّب من بارزاني: "لسنا مهتمين في الواقع بالحصول على منصب رئيس فيدرالي. إنَّ تنافسنا على هذا المنصب خطوة تكتيكية للضغط على الاتحاد الوطني الكردستاني".
كما قال المسؤول في الحزب: "لدينا مطالب محددة. وإذا تعهد الاتحاد الوطني الكردستاني بتنفيذها فسوف نسحب مرشحينا ونترك لهم المنصب"، مضيفاً: "من يهتم بمنصب الرئيس؟ منصب محافظ كركوك أهم بالنسبة لنا من منصبي رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب".
كركوك المتنازع عليها
محافظة كركوك، موطن خامس أكبر حقول احتياطي نفط في العالم، أهم وأكبر منطقة متنازع عليها بين الحكومة الفيدرالية في بغداد وحكومة إقليم كردستان.
عقب 2014، استغلت السلطات الكردية فوضى غزو تنظيم داعش وانهيار قوات الأمن الفيدرالية في إحكام سيطرتها على المحافظة.