ببطء وبرفق، تتلمس مدينة حلب جروحها بيدها السليمة، تحاول تحديد مواضع نثرات الزجاج الحادة كخناجر صغيرة، تنتزعها بمساعدة ظفري إبهامها وسبابتها، ثم تربط منديلاً حول جروحها، وتسند ظهرها منهكة.
لم يختلف الحلبيون يوماً عن مدينتهم، فبعد عقد من حرب إرهابية عصفت بهم، استفتوا قلوبهم وجعلوا من مسرح الموت مسرحاً للحياة، وبدؤوا بترميم المدينة بدءاً من أحد معالمها التاريخية والحضارية الأبرز، الجامع الأموي.
جامع بني أمية هو أحد أكبر وأقدم المساجد في مدينة حلب، ويقع في حي الجلوم بالقرب من سوق المدينة القديمة وسط حلب التي أدرجت على قائمة مواقع التراث العالمي عام 1986، ليصبح جامعها الكبير جزءاً من التراث العالمي